كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



ثم هلك هذا الداعي وجاء بعده سنان فكان سخطة وبلاء متنسكا متخشعا واعظا كان يجلس على صخرة كأنه صخرة لا يتحرك من سوى لسانه فربطهم وغلوا فيه واعتقد منهم به الإلهية فتبا له ولجهلهم فاستغواهم بسحر وسيمياء وكان له كتب كثيرة ومطالعة وطالت أيامه.
وأما الألموت (1) فوليها بعد صباح ابنه محمد ثم بعده حفيده الحسن بن محمد الذي أظهر شعار الإسلام ونبذ الانحلال تقية وزعم أنه رأى الإمام عليا فأمره بإعادة رسوم الدين وقال لخواصه: أليس الدين لي؟
قالوا: بلى.
قال: فتارة أضع عليكم التكاليف وتارة أرفضها.
قالوا: سمعنا وأطعنا واستحضر فقهاء وقراء ليعلموهم (2) وتخلصوا بهذا من صولة خوارزمشاه.
نعم وكان سنان قد عرج من حجر وقع عليه في الزلزلة الكبيرة زمن نور الدين فاجتمع إليه محبوه على ما حكى الموفق عبد اللطيف ليقتلوه فقال: ولم تقتلوني؟
قالوا: لتعود إلينا صحيحا فشكر لهم ودعا (3) وقال: اصبروا علي-يعني: ثم قتلهم بحيلة-.
ولما أراد أن يحلهم من الإسلام نزل في رمضان إلى مقثأة (4) فأكل منها فأكلوا معه.
قال ابن العديم في (تاريخه): أخبرني شيخ أدرك سنانا أنه كان بصريا
__________
(1) انظر عن هذه القلعة وتاريخها دائرة المعارف الإسلامية: 4 / 371 (ط. الجديدة).
(2) في الأصل: (يعلموهم).
(3) يعني: (ودعا لهم)) كما في (تاريخ الإسلام).
(4) المقثأة: الموضع الذي يزرع فيه القثاء.